إسرائيل يجب أن تتوقف عن قتل الصحفيين

نحن، الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام الموقّعون أدناه، ندين بشكل قاطع قتل إسرائيل للصحفيين الفلسطينيين في غزة.

على الرغم من الإدانات المتكررة من قبل منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المعترف بها دولياً، تواصل إسرائيل قتل وتشويه الصحفيين الفلسطينيين في غزة. كما صعّدت من هجماتها على الصحفيين في لبنان.

استهداف الصحفيين هو هجوم على حرية الصحافة وانتهاك للقانون الدولي ويجب عليه أن يتوقف. 

لقد عمل الصحفيون الفلسطينيون في غزة كعيونٍ وآذانٍ للعالم، حيث وثّقوا الهجمات الإسرائيلية، مثل القتل المتعمد للمدنيين الذين يحملون الأعلام البيضاء وتعذيب الفلسطينيين أثناء الاعتقال. هؤلاء الصحفيون تعرضوا للتهديدات بالقتل، وأصيبوا بجروح بليغة أو قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية — حتى عندما لم يكونوا في مهمة عمل. كما قُتلت عائلاتهم على يد القوات الإسرائيلية.

استمر الصحفيون في عملهم على الرغم من تعرّضهم للمراقبة من قبل إسرائيل، وحزنهم على فقدان عائلاتهم وأصدقائهم ومنازلهم، وتحملهم القيود الشديدة التي تفرضها إسرائيل على الغذاء، مما أدى إلى مجاعة عبر قطاع غزة، وفقاً للأمم المتحدة.

وتشير تقارير لجنة حماية الصحفيين إلى أن الهجمات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 123 صحفيًا وعاملًا إعلاميًا فلسطينيًا في غزة، مما يجعلها الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ بدأت المنظمة في جمع البيانات في عام 1992. في تقرير صدر في 4 أكتوبر، ذكرت اللجنة أن "سلوك إسرائيل في الحرب في غزة أسفر عن خسائر غير مسبوقة ومروّعة في صفوف الصحفيين الفلسطينيين." وتقدّر نقابة الصحفيين الفلسطينيين حصيلة القتلى من الصحفيين الفلسطينيين بأكثر من ذلك: 168 خلال العام الماضي.

مع تصعيد الجيش الإسرائيلي هجماته على غزة في وسطها وشمالها في أكتوبر 2024، قام بقتل صحافيين فلسطينيين و إصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة. في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصيب مصور الجزيرة علي العطار بجروح خطيرة بسبب شظايا ناجمة عن غارة جوية أثناء تغطيته لأوضاع الفلسطينيين النازحين. العطار الآن في حالة حرجة، حيث أظهرت الفحوصات الطبية نزيفاً حاداً وشظايا مغروسة في دماغه. بعد يومين، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مصور الجزيرة فادي الوحيدي، وأصيب في رقبته أثناء تغطيته. ويقول الأطباء إن إصابته تسببت في شلل دائم، وهو الآن في غيبوبة.

ووفقاً لقناة الجزيرة، رفض الجيش الإسرائيلي طلبات الإخلاء الطبي لكلا الصحفيين المصابين.

في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مصور قناة الأقصى محمد الطناني وقتلته، وأصابت مراسلها تامر لبد. وصرح لبد للجنة حماية الصحفيين بأن "إطلاق النار المتكرر والمتعمد" من قبل القوات الإسرائيلية حال دون وصول فرق الإسعاف إلى جثمان الطناني لمدة ساعتين. كان يمكن التعرّف على جميع هؤلاء الصحفيين بوضوح كأعضاء في الصحافة.

في الثالث والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، اتهم الجيش الإسرائيلي ستة صحفيين من الجزيرة في شمال غزة بالانتماء إلى جماعات مسلحة. وكما أشارت لجنة حماية الصحفيين، فإن "إسرائيل قدّمت مراراً وتكراراً ادعاءات مماثلة غير مثبتة دون تقديم أدلة موثوقة". إن هذا الإدعاء مقلق وخطير. يجب ألا يتم استهداف أو إيذاء هؤلاء الصحفيين ويجب السماح لهم بأداء عملهم.

إن الوضع الذي يعيشه الصحفيون الفلسطينيون في غزة مزرٍ، ونحن كزملاء لهم نطالب بما يلي:

  • عمليات إخلاء طبية فورية لعلي العطار وفادي الوحيدي وجميع الصحفيين المصابين.

  • حماية الصحفيين الذين ما زالوا في غزة.

  • تغطية عادلة لأوضاع غزة ولأوضاع الصحفيين الفلسطينيين هناك.

نؤكد أنه لا يوجد أحد أكثر كفاءة لنقل الأخبار من غزة من الصحفيين المحليين، وأن من الواجب المهني والشخصي على جميع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ضمان حمايتهم. لا تسمح الحكومة الإسرائيلية لوسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى غزة، إلا من خلال تواجد عسكري منظم ومسيطر عليه بعناية. إن معظم ما نعرفه ونستطيع أن ننشره من الولايات المتحدة عن الواقع على الأرض في غزة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العمل الدؤوب والخطير الذي يقوم به الصحفيون الفلسطينيون المحليون.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتوقف استهداف الفرق الإعلامية، واعتقال الصحفيين أثناء أداء واجبهم، وتدمير البنية التحتية الإعلامية، وكذلك قمع الصحفيين في الضفة الغربية وقتل الصحفيين في جنوب لبنان.

ندعو غرف الأخبار إلى الدعوة لحماية وسلامة زملائنا الفلسطينيين بنفس الشغف والإصرار اللذين أبدوهما تجاه زملائنا الذين يغطون الأوضاع في روسيا وأوكرانيا وأماكن أخرى في العالم.